في السنوات الأخيرة، عاد التنويم المغناطيسي إلى الواجهة كأحد أشكال العلاج النفسي التكميلي، وسط اهتمام متزايد من الباحثين والمعالجين. وبينما ارتبط في أذهان كثيرين بالعروض المسرحية أو السيطرة على العقول، إلا أن التنويم المغناطيسي في سياقه العلاجي هو تقنية محترمة مدروسة، تُستخدم لمساعدة المرضى على تجاوز عدد من المشاكل النفسية والسلوكية.
لكن السؤال الأهم: متى يكون التنويم المغناطيسي علاجًا فعالًا؟ هذا ما سنناقشه في هذا المقال.
ما هو التنويم المغناطيسي العلاجي؟
التنويم المغناطيسي العلاجي (Hypnotherapy) هو حالة من التركيز العقلي العميق والاسترخاء، يدخل فيها المريض تحت إشراف معالج مدرّب. خلال هذه الحالة، يكون المريض أكثر قابلية لتقبّل الاقتراحات الموجّهة التي تهدف لتغيير سلوك معين، أو معالجة جذور نفسية لاضطراب ما.
المريض لا يفقد وعيه أو يتحوّل إلى شخص آخر، بل يكون واعيًا لكل ما يحدث، لكنه في حالة ذهنية شديدة التركيز والانفتاح.
متى يكون التنويم المغناطيسي فعالًا؟
1. علاج القلق والتوتر
يُعد التنويم المغناطيسي فعالًا في تقليل مستويات القلق العام، والتوتر المزمن، وخاصة عند الأشخاص الذين يعانون من التفكير المفرط أو صعوبة الاسترخاء. من خلال تمرينات التنويم، يتعلم المريض تقنيات تساعده على تهدئة نفسه والتحكم بأفكاره.
2. التحكم في الألم
أثبتت الدراسات فعالية التنويم المغناطيسي في تقليل الألم، سواء في حالات الألم المزمن مثل الصداع النصفي والفيبروميالجيا، أو خلال الإجراءات الطبية مثل الولادة أو جراحات الأسنان. يتم ذلك من خلال توجيه انتباه المريض بعيدًا عن الألم، وتغيير إدراكه الحسي له.
3. علاج الرهاب (الفوبيا)
سواء كان الخوف من الأماكن المرتفعة، الطيران، أو التحدث أمام الجمهور، يساعد التنويم المغناطيسي في الوصول إلى جذور الخوف وتفكيكها، مما يُحسّن الاستجابة الانفعالية لدى المريض.
5. تحسين النوم وعلاج الأرق
يُستخدم التنويم المغناطيسي لعلاج الأرق واضطرابات النوم من خلال تهدئة العقل وتعزيز الشعور بالنعاس. يمكن أن يتعلم المريض أيضًا تمارين التنويم الذاتي ليستخدمها قبل النوم.
متى لا يكون التنويم المغناطيسي كافيًا؟
رغم فوائده، فإن التنويم المغناطيسي لا يُعد علاجًا سحريًا، ولا يناسب كل الحالات. فهو غير كافٍ بمفرده لعلاج اضطرابات نفسية معقدة مثل الفصام، أو حالات الاكتئاب الحاد، أو الأفكار الانتحارية. كما أن فاعليته تعتمد على استعداد الشخص للتجاوب، وثقته بالمعالج.
التنويم المغناطيسي ليس مجرد أداة استرخاء، بل تقنية علاجية فعّالة في العديد من الحالات النفسية والسلوكية، خاصة عند دمجها مع العلاج المعرفي السلوكي أو جلسات الدعم النفسي. المهم أن يتم تحت إشراف مختص مؤهل، وأن يُستخدم ضمن خطة علاجية شاملة تناسب حالة المريض واحتياجاته.
لحلول الطب النفسي وعلاج الرهاب الاجتماعي لا تتردد بالتواصل مع عيادات Aspris للطب النفسي في دبي.